كتب - شريف سمير :
وراء أي عملية اغتيال دوافع وأسباب .. وفجرت محاولة التخلص من رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو أسئلة حائرة عن الجاني ولماذا هذا التوقيت بالتحديد لارتكاب العملية .. والإجابة تكمن في مواقف فيكو من الأزمة الأوكرانية بدءا من تقلده المنصب في ديسمبر الماضي بعد فوز حزبه اليساري الشعبوي "سمر" في الانتخابات المحلية، وهو حزب يعرف بمواقفه المؤيدة لروسيا ومعارضته للعقوبات الغربية على موسكو، فضلا عن مواقفه الحازمة تجاه قضية أوكرانيا والناتو.
** روسيا الصديقة!
ويسعى فيكو لتعزيز العلاقات مع روسيا وبيلاروسيا، والعمل على تحقيق توازن في السياسات الخارجية بما يتماشى مع مصالح سلوفاكيا الوطنية، بالإضافة إلى الحفاظ على سيادة البلاد واستقلالها عن التأثيرات الخارجية، خاصة الأمريكية، وبعد تعليق التعاون مع روسيا وبيلاروسيا في مارس 2022 عقب غزو روسيا لأوكرانيا، أعلنت وزارة الثقافة السلوفاكية استئناف التعاون مع هاتين الدولتين.
** لا أوكرانيا في "الناتو"!
وفي أكثر من مرة، كشف فيكو عن معارضته الشديدة لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأكد أنه سيستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع عضوية كييف في الناتو، حيث دارت معظم تصريحاته السياسية حول الحل الوحيد لإنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا وهو تنازل كييف عن بعض أراضيها لروسيا، معتبرا أن الانسحاب الروسي من مناطق مثل القرم ودونباس ولوهانسك غير واقعي . بل وتعهد بوقف إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا من قبل الحكومة السلوفاكية، متهما أوكرانيا بأنها واحدة من أكثر الدول فسادا في العالم.
** شراء الحلفاء!
ومن أبرز مواقف فيكو أيضا دعمه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في منع حزمة مساعدات بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا، معبراً عن رفضه لأي عقوبات قد تُفرض على الدول التي تدافع عن سيادتها، علما بأن سلوفاكيا استقلت عام 1993 بعد أن انفصلت سلمياً عن الجمهورية التشيكية في أعقاب انتهاء 4 عقود من حكم الحزب الشيوعي لتشيكوسلوفاكيا عام 1989.